![]() |
| أم المؤمنين عائشة . |
لماذا رفضت عائشة بعض الأحاديث الصحيحة ؟
نقد الأحاديث والمرويات عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بدعة أو محدثة وانما هو شيء فعله بعض الصحابة رضي الله عنهم وأولهم أم المؤمنين والمحدثة بأكثر من ألفي حديث نبوي ، كما أن نقد المرويات هو علم من مصطلح الحديث ووصنفت من أجله الكتب ، ومادام الرد والرفض ليس لهوى وانه قائم على معرفة ودراية بالكتاب والسنة فهو جائز ومباح، يؤخذ به أو يرد .
مبررات رفض السيدة عائشة :
لأدلة شرعية حيث ،
أولا : أنها تخالف نصوص القرآن والقياس .
ثانيا : أو تخالف احاديث اخرى.
ثالثا: أو لسوء حفظ الراوي، وتصحيحا منها للحديث .
وبقول أم المؤمنين نقول، وهو مذهبنا فكل حديث وإن حقق شروط الحديث الصحيح في اسناده عند أهل الحديث ، لكن متنه يخالف نصوص الكتاب ،
أو خبر مثله ، فلا نسلّم لهذا الحديث.
الحديث الأول - انكارها تعذيب الميت ببكاء أهله عليه.
فَقَالَ: "إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا"
2- الحديث الثاني التي ردته عائشة :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجلّ.
كيف ردت أم المؤمنين عائشة على الخبر الذي زعم ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه سبحانه وتعالى ؟
أولا : بالكتاب وآيات القرآن .
ثانيا : بالخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم .أخرج مسلم في صحيحه : عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنْتُ مُتَّكِئًا عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ، ثَلَاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ،
قُلْتُ: مَا هُنَّ؟
قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ،
فَقَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ، لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ»، فَقَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللهَ يَقُولُ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]، أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51]؟،
قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ، وَاللهُ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67]،
قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ، وَاللهُ يَقُولُ: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ} [النمل: 65]،
3- الحديث الثالث :إِنْكَارِهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعَ مَوْتَى بَدْرٍ ، بآية النمل " إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى "،
فَنَظَرَتْ فِي الْأَمْرِ بِقِيَاسٍ عَقْلِيٍّ وَوَقَفَتْ مَعَ هَذِهِ الْآيَةِ، وصححت الحديث.في صحيح البخاري :عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ: هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا "،
ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُمُ الآنَ يَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ " ،
فَذُكِرَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: إِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ هُوَ الحَقُّ" ثم قَرَأَتْ {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى} [النمل: 80] حَتَّى قَرَأَتْ الآيَةَ.
والعجيب من هؤلاء المؤيدين للخبر عندما تراهم يطعنون على فهم عائشة للقرآن وتفسيرها للآية ، ويُقَدّمون تفسيرهم وفهمهم على عائشة.
4- الحديث الرابع :انكارها حديث: الشؤم في ثلاثة المرأة والدار والفرس .
وأَبُو حسان اسمه مُسْلِم الجرد يَرْوِيْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وعَائِشَة قَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّة ،
قال الحافظ ابن حجر: ورِوَايَة عَائِشَة فِي هَذَا أشبه بالصواب إِنْ شَاءَ اللهُ لمُوَافِقته نَهْيه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عَن الطيرة نَهْيًا عامَّا وكراهتها وَترغيبه فِي تركها بِقَوْلِه "يَدْخُل الْجَنَّة سبعون ألفا بغير حساب وهم الَّذِيْنَ لَا يكتوون وَلَا يسترقون وَلَا يتطيرون وعَلَى ربهم يتوكلون".
قال أبو داوود الطيالسي عن مسنده :حدثنا محمد بن راشد عَن مكحول قَالَ: قِيْلَ لعَائِشَة إن أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْل قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" الشؤم فِي ثَلَاثَة: فِي الدار والْمَرْأَة والفرس "
فَقَالَتْ عَائِشَةُ لَمْ يَحْفَظْ أَبُوْ هُرَيْرَةَ ،إنَّهُ دَخَلَ ورَسُوْل اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْل قاتل الله ِاليهود يَقُوْلُوْنَ الشؤم فِي ثَلَاثَة فِي الدار والْمَرْأَة وَالفرس فسمع آخر الْحَدِيْث ولم يَسْمَع أوله.
5- الحديث الخامس في قطع الصلاة:
أخرج البخاري في صحيحه :عَنِ الأَسْوَدِ، ومَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ :ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الكَلْبُ وَالحِمَارُ وَالمَرْأَةُ،
فَقَالَتْ: شَبَّهْتُمُونَا بِالحُمُرِ وَالكِلاَبِ، (وفي رواية :أَعَدَلْتُمُونَا)
وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ مُضْطَجِعَةً، فَتَبْدُو لِي الحَاجَةُ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ، فَأُوذِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْسَلُّ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ.
وقال :حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ سَأَلَ عَمَّهُ عَنِ الصَّلاَةِ، يَقْطَعُهَا شَيْءٌ فَقَالَ لاَ يَقْطَعُهَا شَيْءٌ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: "لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ فَيُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، وَإِنِّي لَمُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ عَلَى فِرَاشِ أَهْلِهِ"
وقال الحافظ ابن حجر: قَالَ الْأَثْرَمُ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (أي الامام أحمد بن حنبل) مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ؟
قَالَ لَا يَقْطَعُهَا عِنْدِي شَيْءٌ إلَّا الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ الْبَهِيمُ.
وَقَالَ عُرْوَةُ، وَالشَّعْبِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَمَالِكٌ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ: لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ؛ لِمَا رَوَى أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ " . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.
تلك كانت أهم واقوى اعتراضات عائشة فهناك غيرها لكننا أتينا بأبرزها .
(الجواب على سؤال هل صحيح أن عائشة رضي الله عنها ردت 53 حديثا وبعضهم في صحيح البخاري؟ )
الخلاصة والفوائد من رفض عائشة
1- أن رفض بعض الخبر والأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليس بدعة أو خروج عن الدين أو عن عقيدة أهل السنّة فقد فعله عائشة وجمع من العلماء؟
2- الحديث وان صحّ سنداً وذكروه في الصحيح قد يحمل الخطأ والوهم والكذب.
3- الحديث يحتمل وقوع الاختلاف فيه ، لكن قال الله عن كتابه (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) النساء .
*****

تعليقات: (0) إضافة تعليق