القائمة الرئيسية

الصفحات

التحذير من حديث " ‌حسبي من سؤالي علمه بحالي "

 

حسبي من سؤالي

الدعاء هو أساس عبادة الله وحقيقة التوحيد والاخلاص لأن الداعي إنما يدعو الله وهو يعلم يقينا أنه لا أحد يستطيع أن يجلب له الخير أو يدفع عنه الضر إلا الله عز وجل .
فقد صح عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم أنه قال : الدعاء هو العبادة. ثم قرأ : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" ، رواه الترمذي وقال حسن صحيح .

اذن فكل ما يصرف العبد عن سؤال ربه عز وجل فهو ضال مضل ومخالف لكلام الله عز وجل ، وسنن الأنبياء والصالحين ،
فعن نوح عليه السلام في محنته مع قومه قال " قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوۡمِي كَذَّبُونِ .فَٱفۡتَحۡ بَيۡنِي وَبَيۡنَهُمۡ فَتۡحٗا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ . فَأَنجَيۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِي ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ"  الشعراء    

حكم حديث " حسبي من سؤالي علمه بحالي" : 

عن الامام ابن تيمية :

حكم الحديث : باطل لا أصل له. هكذا حكم عليه ابن تيمية فقال : ليس له اسناد معروف وهو باطل

 وقال : وَأَمَّا قَوْلُهُ : حَسْبِي مِنْ سُؤَالِي عِلْمُهُ بِحَالِي فَكَلامٌ بَاطِلٌ خِلافَ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ عَنْ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَغَيْرِهِ مِنْ الأَنْبِيَاءِ مِنْ دُعَائِهِمْ لِلَّهِ وَمَسْأَلَتِهِمْ إيَّاهُ وَهُوَ خِلافُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ مِنْ سُؤَالِهِمْ لَهُ صَلاحَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ كَقَوْلِهِمْ : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة/201 . وَدُعَاءُ اللَّهِ وَسُؤَالُهُ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ عِبَادَةٌ لِلَّهِ مَشْرُوعَةٌ . . . اهـ .
 
وقال الشيخ الألباني في تحقيق سند الحديث :
هو من الإسرائيليات ولا أصل له في المرفوع ،

وقد ذكره البغوي في تفسير سورة الأنبياء مشيرا لضعفه فقال: روي عن كعب الأحبار:
" أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام … لما رموا به في المنجنيق إلى النار استقبله جبريل فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟
قال: أما إليك فلا،
قال جبريل: فسل ربك،
فقال إبراهيم: ‌حسبي من سؤالي علمه بحالي" .

تحقيق متن حديث حسبي من سؤالي .." 

 أدعية الأنبياء في الكتاب ترد على مفهوم الحديث :
وقد أخذ هذا المعنى بعض من صنف في الحكمة على طريقة الصوفية فقال: سؤالك منه يعني الله ، الله تعالى اتهام له،
وهذه ضلالة كبري! فهل كان الأنبياء صلوات الله عليهم متهمين لربهم حين سألوه مختلف الأسئلة؟ فهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهو ي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون، ربنا … ) إلى آخر الآيات وكلها أدعية، وأدعية الأنبياء في الكتاب والسنة لا تكاد تحصى،
الدعاء هو العبادة :
والقائل المشار إليه قد غفل عن كون الدعاء الذي هو تضرع والتجاء إلى الله تعالى عبادة عظيمة بغض النظر عن ماهية الحاجة المسؤولة،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة، ثم تلا قوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} "
ذلك لأن الدعاء يظهر عبودية العبد لربه وحاجته إليه ومسكنته بين يديه، فمن رغب عن دعائه، فكأنه رغب عن عبادته سبحانه وتعالى، فلا جرم جاءت الأحاديث متضافرة في الأمر به والحض عليه حتى قال صلى الله عليه وسلم:
" من لا يدع الله يغضب عليه ".
أخرجه الحاكم  وصححه ووافقه الذهبي
  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ابو تامر

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي