![]()  | 
| النسيان | 
النسيان بين المؤاخذة والعفو
تمسك العلماء والفقهاء بالحديث “رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه” ،للحكم مطلقا بأننا لانؤاخذ بالنسيان أو الخطأ. .
قلت : لكن كيف يقال أن الخطأ والنسيان رفع عن الأمة وقد قال الله في كتابه العزيز ( ربنا لا تؤاخذنا بما نسينا أو اخطأنا )
وأكما ن الخطأ في القتل له عقوبة في الاسلام والقانون ، فله دية وكفارة حيث قال (وَمَن قَتَلَ مُؤۡمِنًا خَطَـٔٗا فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَصَّدَّقُواْۚ)
ثم لنا أيضا قوله تعالى (وَلَقَدۡ عَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبۡلُ فَنَسِيَ وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُۥ عَزۡمٗا) طه 115
وقوله (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ) طه 126.
حقيقة النسيان :
النسيان قد يحصل بتفريط من الإنسان بالغفلة وعدم التعاهد،وقد يحصل النسيان دون تفريط من الانسان ، لكنه قهري ومؤقت ولحظي وكأنه سحابة غطت على العقل والقلب رغما عن الانسان.
أما الغفلة وعدم التعاهد فهو من فعله ورغلته ، فهذا النسيان هو من كسب الانسان وعمل الشيطان
قال تعالى : فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ {الكهف: 63}.
وقوله تعالى : "وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰانُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰالِمِينَ" الأنعام 68ـ
وقوله تعالى: "ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰانُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰانِ " المجادلة 19
و(فَٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰهُمۡ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوۡمِهِمۡ هَٰذَا) الأعراف
و(وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ) الحشر
والآيات السابقة تبين ماهية وحقيقة النسيان وتؤكد أن النسيان قد يكون من الذنوب .
ودليله قال تعالى (وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰٓ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَهُمۡ فَنَسُواْ حَظّٗا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَأَغۡرَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ) المائدة 14 .
كيف يكون النسيان من كسب الانسان ؟
الأمر إنْ كان معظما عند الانسان فلا ينساه ولا يغفل ، وهذا هو المشاهد لنا في حياتنا ، فعدم نسيان أمر ما ، هو دليل على اهتمام المرء به ،والعكس صحيح ، فاذا كان الأمر غير ذي أهمية فإن المرء ينساه.
فإن كان مثلا في أمر العمل أو أمر الوالدين ، او أمر الحبيب ، أو أمر شيء أحببته ، فإنك تذكره دوما وتحرص على أدائه والاتصال بهم ولا تغفل عنهم الا يسيرا ،
والتلميذ الشاطر الحريص على التعليم لا ينسى عمل واجباته المنزلية ، اما البليد المهتم باللعب فقط فهو ينسى واجباته .
نسيان القرآن ذنب
وفي نسيان كتاب الله "القرآن" يقول الحديث النبوي الذي رواه مسلم في صحيحه:
" «وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار، ذكره، وإذا لم يقم به، نسيه »
قال ابن حجر في الفتح: واختلف السلف في نسيان القرآن، فمنهم من جعل ذلك من الكبائر،
 وأخرج أبو عبيد من طريق الضحاك بن مزاحم موقوفا قال: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه، لأن الله يقول: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )[الشورى:30]. ونسيان القرآن من أعظم المصائب.
حكم حديث رفع عن أمتي الخطأ والنسيان :
الحديث لم يخرجه الخمسة : البخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي ، 
وانما أخرجه ابن ماجة والطبراني .
تخريج اسناد الحديث 
سنن ابن ماجه \حاشية السندي [بَاب طَلَاقِ الْمُكْرَهِ وَالنَّاسِي]
2043 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ قَالَ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ "
قَوْلُهُ (عَنْ أَبِي ذَرٍّ إِلَخْ) ثُمَّ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ مِنَ الزَّوَائِدِ وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِاتِّفَاقِهِمْ عَلَى ضَعْفِ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلَيِّ كَذَا فِي الزَّوَائِدِ.
قلت : وفيه أيضا شهر بن حوشب ، ضعيف ، وذكر الحديث ، ابن عدي في الضعفاء في ترجمة ابي بكر الهذلي .

Comments: (0) إضافة تعليق