![]() |
الهوى |
اعلم أن الهوى ليس بالضرورة مذموم بل منه ممدوح ومندوب اليه ومستحب
معنى الهوى وأصله في اللغة :
هَوَى، بِالْفَتْحِ، يَهْوِي هَوِيًّا وهُوِيًّا وهَوَياناً وانْهَوَى : سَقَط مِن فوقُ إِلى أَسفل، وهبط ،
يُقَالُ: أَهْوَيْتُه إِذا أَلقَيْتَه مِنْ فَوْق ، ومنه َقَوْلُ الله عز وجل: "وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى".
والهَوَى : هَوَى النَّفْس .
وقال ابْنُ سَيِّدِه : الهَوَى العِشْق ، و يَكُونُ فِي مَدَاخِلِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
وهَوى النفسِ : إِرادتها، وَالْجَمْعُ الأَهْوَاء . وقال اللَّيْثُ: الهَوَى ، هَوى الضَّمير .
وقَالَوا : الهَوَى محبةُ الإِنسان الشَّيْءَ وغَلَبَتُه عَلَى قَلْبِه ،
وَفِي حَدِيثِ بَيْعِ الخِيار: "يأْخُذُ كلُ وَاحِدٍ مِنَ الْبَيْعِ مَا هَوِيَ " ، أَي مَا أَحب .
قلت : والهوى هو ميل القلب ، وهوى فلان شيئا أي مال اليه.
وقال الله عز وجل : " كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ " ، أي: ذَهَبَتْ بهَواه وعَقْله.
وفي تحقيق معنى الهوى :
قالوا : وَمَتَى تُكُلِّمَ بالهَوى مُطْلَقًا لَمْ يَكُنْ إِلا مَذْمُومًا ، حَتَّى يُنْعَت ويوصف بِمَا يُخرجُ مَعْنَاهُ كَقَوْلِهِمْ “هَوًى حَسَنٌ” ، وهَوًى مُوَافِقٌ لِلصَّوَابِ.
فمن المذموم : قوله تعالى ( وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ) - "وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى" ، مَعْنَاهُ نَهاها عَنْ شَهَواتِها وَمَا تَدْعُو إِليه مِنْ مَعَاصِي اللَّهَ عز وجل .
وقال تعالى :" وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ " أي اتبع هوى نفسه . وقال " وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ".
قال الجوهري: وسمي الهوى هوى لأنه يهوي بصاحبه إلى النار، ولذلك لا يستعمل في الغالب إلا فيما ليس بحق وفيما لا خير فيه، وهذه الآية من ذلك ، أي قوله تعالى " أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون "
وقد يستعمل الهوى في الحق :
ومنه قول عمر رضي الله عنه في أسارى بدر: "فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت ".
وقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الحديث: "والله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" . أخرجهما مسلم
قلت وفي الحديث " عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به". والحديث مذكور في الأربعين النووية ،
وهذا من الهوى الممدوح والمندوب : أن يكون هواك وحبك لله والرسول وبما جاءوا به من تعاليم وفروض ونواهي .
ومنه قوله تعالى ( رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَاةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ )
اذن الخلاصة في الهوى :
أن الهوى المذموم هو المخالف لشريعة الله . وما يخالف الحق . قال الله " وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّ ) المائدة .
وقال " يا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ " ص .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى أهل بيته الكرام وسلم تسليما كثيرا .
...