![]() |
عبقرية محمد |
* كتاب عبقرية محمد :
للكاتب الكبير عباس محمود العقاد (ت 1964 ):
* السبب والباعث في كتاب " عبقرية محمد (صلى الله عليه وسلم) " :
يقول العقاد : يعلم الكثيرون بين قراء العربية، صاحب كتاب "الأبطال "، الذي عقد فيه فصلا عن النبي محمد ، وجعله نموذج البطولة النبوية بين أبطال العالم الذين اختارهم للوصف والتدليل.
وإنا لنتذاكر أراءه ومواضع ثنائه على النبي، إذ بدرت من أحد الحاضرين الغرباء عن الرهط كلمة نابية غضبنا لها واستنكرناها لما فيها من سوء الأدب وسوء الذوق وسوء الطوية، وكان الفتى الذي بدرت منه الكلمة متحذلقا، يتظاهر بالمعرفة،
ويحسب أن التطاول على الأنبياء من لوازم الاطلاع على الفلسفة والعلوم الحديثة..
فكان مما قاله شيء عن النبي والزواج، وشيء عن البطولة، فحواه أن بطولة محمد إنما هي بطولة سيف ودماء ....
التعريف بكتاب عبقرية محمد:
قال العقاد في " عبقرية محمد" :
فليس الكتاب سيرة نبوية جديدة، تضاف إلى السير العربية والإفرنجية، التي حفلت بها "المكتبة المحمدية" حتى الآن؛
لأننا لم نقصد وقائع السيرة الذاتها في هذه الصفحات، على اعتقادنا أن المجال متسع لعشرات من الأسفار في هذا الموضوع، ثم لا يقال إنه استنفد كل الاستنفاد..
إنما الكتاب تقدير ( لعبقرية محمد ) بالمقدار الذي يدين به كل إنسان، ولايدين به المسلم وكفى، وبالحق الذي يثبت له الحب في قلب كل إنسان، وليس في قلب كل مسلم وكفي.
عظيم، لأنه على خلق عظيم .......
*حق العظمة :
وإيتاء العظمة حقها لازم في كل أونة، وبين كل قبيل..
ولكنه في هذا الزمن وفي عالمنا هذا ألزم منه في أزمنة أخرى، لسببين متقاربين لا لسبب واحد:
أحدهما: أن العالم اليوم أحوج مما كان إلى المصلحين النافعين لشعوبهم وللشعوب كافة.. ولن يتاح لمصلح أن يهدي قومه وهو مغموط الحق، معرض اللجفوة والكنود.
والسبب الآخر: أن الناس قد اجترءوا على العظمة في زماننا بقدر حاجتهم إلى هدايتها..
فإن شيوع الحقوق العامة، قد أغرى أناسا من صغار النفوس بإنكار الحقوق الخاصة، حقوق العلية النادرين الذينينصفهم التمييز، وتظلمهم المساواة.. والمساواة هي شرعة السواد الغالبة في العصر الحديث.
ولقد جار هذا الفهم الخاطئ للمساواة على حقوق العظماء السابقين، كما جار على حقوق العظماء من الأحياء والمعاصرين،
*الجديد لا ينسخ القديم
ثم أغرى الناس بالجور بعد الجور ،غرورهم بطرائف العصر الحديث، واعتقادهم أنه قد أتي بالجديد، الناسخ القديمفي كل شيء.. حتى في ملكات النفوس والأذهان، وهي مزية خالدة لا ينسخ فيها الجديد القديم.
*نظرة الناس للعظماء
وينظرون إلى أقطاب الدنيا كأن الأصل في النظر إليهم أن يتجنوا عليهمويثلبوا كرامتهم، ولا يثوبوا إلى الاعتراف لهم بالفضل إلا مكرهين.. بعد أن تفرغ عندهم وسائل التجني والثلب والافتراء.
هذه الآفة حطة تهبط بالخلق الإنساني إلى الحضيض، وتهبط بالرجاء في إصلاح العيوب الخلقية والنفسية إلى ما دون الحضيض..
وإذا ضاع العظيم بين أناس، فكيف لا يضيع بينهم الصغير؟
...