![]()  | 
| تفسير سورة الفاتحة | 
كنوز التفاسير
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسول الله ،
هذا الكتاب هو خلاصة أقوال أئمة المفسرين للقرآن العظيم منهم ابن جرير الطبري والقرطبي وغيرهم ، حيث خلصته من التفريعات اللغوية والنحوية والفقهية والخبرية ، وكثرة الاختلافات والأقوال .
تفسير الاستعاذة
= " اعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ، أوصانا الله عز وجل بالاستعاذة من الشيطان عند قراءة القرآن حيث قال " فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" النحل 95 ، أي اعتصم بالله واستجر من وساوس الشيطان وشبهاته فلا يصدنك عن فهم آيات الكتاب وتدبرها والتصديق بها واتباعها.
والاستجارة بالله مقابل استجارة الجاهلين والمشركين بغير الله قال تعالى "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا" الجنّ6 .
ولفظ "عاذ"به يعوذ ، أي لجأ اليه ولاذ به .
تفسير سورة الفاتحة
= (بسم الله الرحمن الرحيم) ، أي اقرأ باسم الله وباذنه وقوته ،وهكذا مع جميع أفعالنا نذكر اسم الله تعبدا وتعظيما وتبركا واستعانة به كما قال عز وجل " اقرأ باسم ربك " وكما فعل سليمان عليه السلام في كتابه الى ملكة سبأ حيث قال" إنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم" ، فالله أمر العباد أن يذكروا اسمه عند فواتح أمورهم في المطعم والمشرب وفي ذبحهم وصيدهم إشارة الى التوحيد كما نبهم عز وجل حين قال " ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه " الأنعام 121 ، وكما أوصانا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آل بيته وتسليماته فقال لابن عباس " يا غلام سم الله وكل بيمينك " .واسم " الله " علماً على ذات الله ، قال عز وجل " هل تعلم له سميا " مريم 65 ، وكذلك اسم " الرحمن" خاص به، قال عز وجل " الرحمن على العرش استوى " ، وانكر المشركون اسم الرحمن وتعظيمه فقال تعالى" وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن " الفرقان 60 ، كما قال تعالى في اسم الرحمن: "قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن أيّا من تدعوا فله الأسماء الحسنى "
= " الرحيم "، اختار الله اسم "الرحيم " من بين أسمائه الحسنى ليقرنه ب اسمه الله أو الرحمن ، كما في قوله " تنزيل الرحمن الرحيم " ليخبر عباده عن رحمته التي وسعت كل شيء ، وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والانس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون ، وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها ، وأخّر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة ".
= (الحمد لله رب العالمين ) حمد الله نفسه وأثنى على صفاته وافعاله، مخبرا عباده أن المحامد والمدح الكامل كله مختص بذاته العظيمة الكريمة فهو رب السموات والأرض وما بينهما ورب كل شيء، والخالق الصانع ،القيوم الذي يمسك الكون أن يزول .
والحمد هو الشكر ، فانك إن أثنيت على شخص ما فقد شكرته .
= ( مالك يوم الدين ) ، الله هو المالك والمدبر والمتصرف ليوم الحساب ، الحاكم بين عباده ،يملك الشفاعة والجنة والنار يدخل فيهما من يشاء ، قال عز وجل في يوم القيامة " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " غافر 16 .
و"الدين" هنا بمعنى الحساب والجزاء قال تعالى "يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق" النور 25 .
= ( اياك نعبد واياك نستعين ) ، أي اياك وحدك، نخضع وندعو ونخشى ونحب ، وبك نستعين على عبادتك وسائر أمورنا ،والله هو المستعان على آفات خلقه وشرورهم قال يعقوب عليه السلام " فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون " يوسف .
= ( اهدنا الصراط المستقيم) دُلَّنا على طريقك وصراطك في الدنيا ووفقنا للثبات عليه والهمنا الرشاد فيما نستقبله من أحداث ، والصراط المستقيم هو عبادة الله وحده قال عز وجل " إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم " آل عمران 51 ،
كما اهدنا في الجنة الى صراط الله قال عز وجل " وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد " الحج 24 ، اذ ليس في الجنة شيء من مخالفة الله.
=(صراط الذين أنعمت عليهم ) صراط الذين انعمت عليهم بطاعتك من الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
قال الطبري" وفي الآية دليل واضح على ان طاعة الله لاينالها المطيعون الا بانعام الله عليهم وتوفيقه إياهم لها .
= ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين) أي اهدنا صراط الذين انعمت عليهم من أهل الهداية والاستقامة وطاعة الله ورسله ، غير صراط الذين غضب الله عليهم ولعنهم ، وهم الذين علموا الحق لكنهم عدلوا عنه مثل أكثر اليهود ، ولا صراط الذين ضلوا طريق الله ودينه الحق مثل النصارى .
...
تم تفسير سورة الحمد بمنة الله وتوفيقه .

تعليقات: (0) إضافة تعليق