![]()  | 
| ملك يوسف | 
من الفرعون الذي كان النبي يوسف وزيرا له ؟
اختلف المؤرخون وتعددت الدراسات والأبحاث حول الفترة التي عاصرها النبي يوسف عليه السلام في مصر ،
و قدوم بني يعقوب الى مصر ثم خروجهم في عهد موسى عليه السلام ، 
واختلفوا في الاجابة على سؤالين : من الملك الذي عاصر يوسف ؟
 و شخصية الفرعون الذي غرق في البحر بعد محاولته اللحاق ببني اسرائيل ؟ . 
ولماذا لم تسجل الآثار المصرية القديمة تلك الفترة وأحداثها ؟ 
خمس نظريات للاجابة على سؤال : من الملك الذي كان يوسف وزيرا له ولقب ب عزيز مصر ؟
النظرية الأولى : أن يوسف وزير الملك زوسر :
![]()  | 
| الملك زوسر | 
يرجح البعض من المؤرخين وعلماء الآثار أن يوسف عليه السلام هو أمحوتب: أول مهندس عرفته البشرية، والذي كان وزيرًا للملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة وصاحب أول هرم في التاريخ، حيث أن صفات أمحوتب والتي تعنى القادم في سلام، تتطابق وصفات النبى الكريم من ذكاء وتواضع وصدق وإخلاص، وإلمام بكافة أفرع المعرفة، فكان مهندسًا وطبيبًا وشاعرًا وعالمًا في حركة الكواكب والنجوم.
يعتمد الباحثون في هذه النظرية على أنه كان هناك مجاعة كبرى سجلتها البرديات الفرعونية، حلّت بمصر وفلسطين وبلاد الشام في عصر الملك زوسر، 
وهذا يتفق مع رؤية البقرات السبع التي فسرها يوسف عليه السلام كما وقعت في القرآن الكريم،
والعلاقة بين جثة سيدنا يوسف التي نقلها بني اسرائيل معهم أثناء خروجهم من مصر كما ذكرت في كتبهم ، وبين اختفاء جثة أمحوتب .
ذكر المؤرخ الفرعوني مانيتون أن زوسر حكم لمدة 29 سنة (2640ق.م - 2611ق.م) ، بينما تذكر بردية تورين أن فترة حكمه امتدت 19 عام فقط عام (2630 ق.م - 2611 ق.م)
وتذكر الأثار المصرية : هرم زوسر أو هرم سقارة قد بُني خلال القرن 27 ق.م لدفن الفرعون زوسر ؛ بناه له وزيره إمحوتب والذي كان رجلا حكيما وواحداً من المستشارين السياسيين للفراعنة ، وأصبح نصف إله ، ثم في عهد البطالمة أصبح إله الطب أو الشفاء لدى المصريين . 
وكان الاغريق يدعون إمحوتب باسم أموتحيس ، ووحَّدوا بينه وبين اسقلبيوس ، إله الشفاء . ومع أنه ليس ثمة دليل معاصر على كون إمحوتب طبيباً ، 
إلاّ أن مسؤولياته الدينية كانت ذات علاقة وثيقة بالسحر وفي مصر القديمة كان السحر مرتبط بالطب.
وأقيمت له مزارات ومعابد في مختلف أرجاء مصر وبلاد النوبة . وكان يُعتقد أن حالات شفاء عجيبة كانت ممكنة بفضل تدخّله ، ومن هنا كانت معابده تغصّ بالمرضى الذين ترك كثير منهم سجلات تفيض بالشكران وعرفان الجميل . 
وقد عُثر على تماثيل بأعداد كبيرة لإمحوتب كإله الشفاء ، تثبت شهرته والاحترام الشديد الذي تمتع به في الأزمنة القديمة .
أما عن بناء هرم زوسر فهو مدرج وهو أول هرم مصري يتكون من ست مصاطب و يمثل تطوراً هائلاً في تصميم القبور في ذلك العهد الذي كان يكتفي بمصطبة واحدة .
ويبلغ ارتفاعه 62 متر على قاعدة أبعادها 109 م / 125 م
النظرية الثانية : يوسف هو إخناتون " أمنحتب الرابع "
![]()  | 
| اخناتون - امنحتب الرابع | 
"إخناتون " يعني الروح الحية لآتون ، وكان معروف باسم أمنمحوتب الرابع.،لكنه أطلق على نفسه "اخناتون" و كان فرعون من الأسرة الثامنة عشرة حكم مصر لمدة 17 عاماً وزوجته نفرتيتي وهو الابن الأصغر لأمنحتب الثالث ، وتوفي في 1336 ق.م أو 1334 ق.م. 
واشتهر بتخليه عن تعدد الآلهة المصرية والدين التقليدي للمصريين وإدخال عبادة جديدة تركزت على آتون والتي توصف أحيانًا بأنها ديانة توحيدية ، لكنها لم تصمد ولم تكن مقبولة فبعد وفاتة اخناتون تم استعادة الدياتة التقليدية تدريجيًا 
وجاء من بعده الفرعون توت عنخ آمون ، وعادت عبادة الاله آمون .
وقد حاول عدد كبير من الباحثين الأجانب في دراستهم لحياة النبى يوسف عليه السلام في مصر، التقارب بين يوسف وبين " أمنحتب الرابع " ،
وتشير الدراسات التاريخية إلى أن مصر تعرضت في عهد اخناتون لمجاعتين في عامين متتاليين، أمتدت إلى فلسطين وبلاد الشام.
النظرية الثالثة : يوسف وزير لملك من الهكسوس:
![]()  | 
| هكسوس | 
رجح البعض من المؤرخين العرب، أن العصر الذي عاش فيه سيدنا يوسف كان في عصر الهكسوس "الملوك الرعاة الآسيويين ".، 
أو حكام الأراضي الأجنبية حسب ترجمة اللغة المصرية القديمة و هم شعوب بدوية دخلت مصر من سيناء في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر. يُعتقد أنهم إنطلقوا من شمال فلسطين. كما جاء أيضاً الحوريون إلى كنعان من هذه المنطقة. 
لم يتفق خبراء التاريخ على أصل الهكسوس ، ولكن الراجح أنهم أصحاب أصول آسيوية متعددة، ومنهم من كان" سامي" الأصل، نسبة لبني سام بن نوح عليه السلام ، 
فكانت أسماء ملوك الهكسوس سامية مثل صقر حار وخيان (1620 ق.م) وابوفيس (1595-1555 ق.م) وخامودي ( 1555-1545 ق.م)، 
وآلهة الهكسوس سامية مثل بعل ،
وانتقلوا من صحراء النقب إلى شبه جزيرة سيناء ثم إلى مصر. حيث استمر احتلال الهكسوس لمصر حوالي مائة عام .
ولقد سبق الهكسوس، هجرة السكان الكنعانيين الى مصر في نهاية الأسرة الثانية عشر حوالي 1800 قبل الميلاد ، وأنشأوا مملكة مستقلة عن مملكة الجنوب في شرق دلتا وادي النيل، حيث أسسوا الأسرة الرابعة عشر . 
ولقد غزا الهكسوس أراضي الأسرتين الثالثة والرابعة عشر حوالي 1650 قبل الميلاد، وأسسوا الأسرة الخامسة عشر
ثم تسبب إنهيار الأسرة الثالثة عشر في فراغ السلطة في جنوب مصر، ومن المحتمل أنه قد أدى إلى صعود الأسرة السادسة عشر من أبيدوس والتي إتخذت من طيبة مقراً لحكمها.
فغزا الهكسوس كليهما في نهاية الأمر، ويستثنى من ذلك طيبة التي لم يستمر الغزو فيها إلا لفترة قصيرة. 
ومنذ ذلك الوقت سيطرت الأسرة السابعة عشر على طيبة وحكمت لبعض الوقت في تعايش سلمي، ربما على شكل حكام إقطاعيين للملوك الهكسوس. 
وفي نهاية المطاف شن سقنن-رع تاو، وكاموس، وأحمس حرباً ضد الهكسوس، وطردوا آخر ملوكهم وهو خامودي من مصر عام 1550 قبل الميلاد. 
وذكرت الدراسات التاريخية أن انحدار الهكسوس من أصول سامية شمالية آسيوية، لهم صلة بالعبرانيين، أتاح ليوسف عليه السلام الفرصة للوصول إلى أعلى المناصب في الدولة، والترحيب ببنى يعقوب بعدئذ على عكس التقاليد الملكية المصرية القديمه والتي كانت لا تسمح للأشخاص الأجانب بتقلد المناصب العليا والرفيعة في الدولة ولا يمكن أن يصلوا لمرتبة الوزراء، وإنما اقتصرت مهامهم على الرعى وتربية الأغنام كونهم من سكان الرمال كما ذكرت البرديات المصرية.
ونقلا عن دائرة المعارف اليهودية Jewish Encyclopedia (London & New York: Funk & Wagnalls Company, 1916) )
" أولئك الذين يعتبرون قصة يوسف واقعة تاريخية يذهبون في عمومهم إلى أن الفرعون الذي جعل يوسف حاكما فعليا لمصر كان أحد ملوك الهكسوس " 
قلت . ويعزز هذا تقارب فترة وجود الهكسوس في مصر وهي مائة عام وهي الفترة من النبي يوسف وتوطين بني يعقوب مصر الى خروجهم منها في عهد موسى عليه السلام فنسبه، موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ، ولاوي أخو يوسف الأكبر
↚ .
النظرية الرابعة : يوسف هو يويا :
![]()  | 
| الوزير يويا | 
يويا ولد في القرن 15 وتوفي القرن 14 قبل الميلاد . 
ظهرت النظرية بعد اكتشاف حدث سنة 1905 ميلادية ، حيث عثرت بعثة مصلحة الآثار المصرية على مقبرة جديدة فى وادى الملوك تخص (يويا) وزير مالية الملك أمنحتب الثانى ،
والذي يعتقد أنه الذى تربى يوسف فى قصره وراودته امرأته وتسببت فى دخوله السجن، وبعده جاء ابنه تحتمس الرابع الذى اتخذ من يوسف وزيرا، وزوجة تحتمس الرابع هي نفرتاري،
وتولى بعده (أمنحتب الثالث / حكم مصر في الفترة ما بين (1391 ق.م. – 1353 ) حيث بلغ يوسف فى عهده قمة مجده ونفوذه.. 
وقد بدا وجود مقبرة لوزير فى وادى الملوك أمرا مثيرا لدهشة الأثريين وقتها، فالوادى مخصص لمقابر الملوك وحدهم، فمن يكون هذا الوزير الذى حظى بهذا التقدير الاستثنائى؟!
ومما أثار الدهشة أيضا أن مقبرة (يويا) الواقعة بين مقبرتى رمسيس الثانى عشر ورمسيس الثالث ، كانت على حالها لم يعبث بها اللصوص كما فعلوا ببقية مقابر الوادي الملكى، 
كما أن المومياء بحالة ممتازة وكأن صاحبها مات بالأمس، وكأن هناك قوة خفية كانت تحمى المقبرة وصاحبها. 
واهتمت مصلحة الآثار بـ (يويا ) ومقبرته واستعانت بالسير جرافنون إليوت أستاذ التشريح (الإنجليزى) فى مدرسة طب قصر العينى لفحص المومياء، 
وكان الطبيب الإنجليزى يمتلك خبرات فى فحص المومياوات الفرعونية،
وكان قبلها بعامين قد فحص مومياء الملك تحتمس الرابع باستخدام الأشعة، وأثبت أنه مات وعمره 24 سنة فقط. 
بعد فحص مومياء (يويا) كتب د. إليوت تقريرا عبّر فيه عن شكوكه فى سلالة صاحبها، فمن خبراته فى مومياوات الفراعنة تكونت لديه ملامح عامة تميز المصرى القديم فى الطول وشكل الجمجمة وقسمات الوجه، لكن هذه المومياء تبدو غريبة ومتفردة وتدل على أن صاحبها (أجنبى): 
- فهو فارع الطول، ويبدو طوله متفوقا بشكل واضح على أطوال المصرى القديم. 
- ووجهه وشكل جمجمته مختلفان.. وعلى عكس المصرى القديم الذى كان يتميز بأنف مخروم، فإن (يويا) سليم الأنف، وفوق ذلك فإنه يتمتع بأنف مقوسة مما يجعله أقرب للساميين. 
يقول أحمد عثمان عالم المصريات في دلائل نظريته (انظر كتابه " غريب في وادى الملوك " ): 
1-إن مقبرته خالية من الرسوم والنقوش الفرعونية.. وبدا ذلك مقصودا، رغم ما تمتع به صاحب المومياء من تقدير ملكى، بل إن جثمانه قام بتحنيطه المحنطون الملكيون. 
2- اسم (يويا) لم يكن له معنى فى اللغة المصرية القديمة، كما أن اختلاف الكتبة المصريين فى طريقة كتابته يدل على أنه ليس مصريا، وأغلب الظن أن (يو- يا) هى اختصار لـ يو- سف بن يا – يعقوب.. ومن الوارد أن تكون (يو) نسبة إلى (يهوه) وهو الاسم العبرانى للإله. 
3- الألقاب التى وجدت على مقبرة (يويا) والتى منحها له المصريون تنطبق على نبى الله يوسف، فهو (وزير المالية)، (الحكيم)، (موضع ثقة الملك)، (محب الرب).. وهى أوصاف أثبتها القرآن الكريم فى سورة (يوسف).. فهو صاحب حكمة: " ولما بلغ أشده أتيناه حكما وعلما".." قال اجعلنى على خزائن الأرض".." وكذلك مكنّا ليوسف فى الأرض".. والثابت أن يوسف كان الرجل الثانى فى مصر بعد ملكها (أمنحتب الثالث)، فكان وزير ماليته ومستشاره وأقرب المقربين إليه خاصة بعد أن تزوج الملك من (تاى) ابنة يوسف من زوجته المصرية (تويا)، وتشير التوراة إلى زواج يوسف من امرأة مصرية كان والدها من أكابر الكهنة.. 
4- عندما شاهدت المومياء فى المتحف المصرى كان واضحا مقدار الوسامة والمهابة التى كان عليها (يويا)، ورغم أن عمره حين وفاته كان يتجاوز المائة عام كما تقول التوراة أو يتجاوز الستين كما قال طبيب التشريح الإنجليزى الذى كتب أول تقرير عن المومياء عام1905، أو فى السبعين كما تقول رواية ثالثة، فإنه ظل محتفظا بوسامته ومهابته ويظهر على قسماته الوقار والحُسن، كما أنه كان فارع الطول، قوى البنية، لا أثر فيه للبدانة، طويل الرقبة، لونه مشرب بحمرة، أبيّض شعره ولكنه ظل محتفظا بشعره الطويل.. وكلها سمات تؤكد أنه يوسف النبى الذى اشتهر بالجمال والمهابة.. 
5- وفى سفر التكوين فى الإصحاح الخمسين تقول التوراة 
" ثم مات يوسف وهو ابن مائة وعشر سنين فحنطوه ووضع فى تابوت فى مصر".. فالتوراة تؤكد تحنيط جثمانه على الطريقة الفرعونية,
وأجزم أن مومياء (يويا) الوزير الفرعونى والتى أعتقد أنها مومياء يوسف عليه السلام وجدت فى حالة ممتازة بل كأن صاحبها دُفن بالأمس، وهى المومياء الوحيدة التى عُثر عليها بتلك الحالة الاستثنائية، وكأن هناك قوة علوية تحرسها وتحميها. 
6-عندما قام يوسف بتفسير حلم الملك فإنه أمر له بمكافأة خاصة – كما تحكى التوراة- عبارة عن خاتم وعقد من الذهب الخالص وعجلة حربية.. والهدايا الثلاث وجدت فى مقبرة (يويا)..
النظرية الخامسة : يوسف هو رخمي رع أحد وزراء الملك تحتمس الثالث (1425 ق.م)
وأن فرعون موسى هو رمسيس الثاني ، 
حيث أن بين يوسف وموسى ثلاثة أجيال فموسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب،
وفترة بقاء بني يعقوب في مصر حوالي 220 سنة حسب المؤرخين العرب منهم ابن خلدون في مقدمة تاريخه . 
يقول صاحب هذه النظرية : محمد عبد الرازق الجويلي :
 فاذا وضعنا سنة خروج بني إسرائيل عند وفاة رمسيس الثاني في سنة 1227 ق.م لنصل الي سنة دخولهم أرض مصر مع نبيهم يعقوب عندما كان ابنه يوسف وزيرا على مصر في سنته التاسعة (=السنة الثانية من السنوات العجاف) لنصل إلى سنة 1437 : 1447 ق.م فنصل إلى زمن حكم الملك تحتمس الثالث 1479 : 1425 ق.م بكل تأكيد ، 
علما بأن الملك تحتمس قد شارك زوجة ابيه حتشبسوت في أول حكمه لمدة 20 سنة لصغر سنه وقتئذ (6 سنوات) ثم انفرد بحكم مصر في آخر 34 سنة من حياته اي بدءا من سنة 1459 ق. م . 
وهذا يعني ان الملك تحتمس الثالث هو الملك صاحب رؤيا السبع بقرات " .
أقول أن هذه النظرية تعتمد على امرين رئيسين بغض النظر عن فترات القحط التي تتكرت عدة مرات عبر القرون :
البداية والنهاية /فترة بداية توطين ودخول يوسف وأخوته ووالديه مصر والنهاية عند خروجهم على يد ملك او فرعون موسى ، وهي تشبه النظرية التي تقول بان يوسف وزيرا لملك من الهكسوس وخروج قومه من مصر على يد احمس الأول . 
وأن تحتمس كان له وزراء أربعة ورجح صاحب النظرية من الوزراء " رخ مي رع" لأسباب متشابه بينه وبين يوسف في الاسم واللقب ومدة الوزارة والحالة الاجتماعية ووصف جمال الشخصية وعدم العثور على المومياء واختفاء الجثامين ، وحسن السيرة ومهامه وأعماله في خزانة الغلال والقضاء ، والديانة وعدم عبادة الأوثان ، وفي نهاية حياته .
الوزير رخمي رع:
* من نعوته : من يملأ المخازن ومن يملا مخازن الغلال والمحبوب من الإله "نبري" (رب الحبوب) والممدوح من "أنونت" (ربة الحصاد) وثقة الملك والممدوح من الملك وعينا الملك وقلب الملك والمماثل للملك ومن يضع السنن لكل القضاة والمتصرف في شئون العدالة لرب الأرضين والقاضي المحايد والقاضي بالعدل بين الفقير والغني ......لذا فانه كان مسئولا عن : الزراعة – التموين –الخزانة – العدل - نائب الملك
* من ألقابه الإدارية : المشرف على بيتي الذهب والفضة ومن توحد وتضم بيوت الذهب وبيوت الفضة معاُ تحت خاتمه والوزير ووزير المدينة الجنوبية ووزير مقر الملك والمشرف على السجلات ورئيس محاكم العدل الست العظيمة ..... لذا فانه كان مسئولا عن المالية – الخزانة – العدل - نائب الملك . 
-ديانته : 
النبي يوسف : ألا يكون هذا الوزير قد ثبت عليه أنه قد عبد الآلهة المصرية القديمة أو قد تولى وظيفة الكاهن الأعلى صراحة لأي من الآلهة المصرية التي كان يتولاها الوزراء المصريين في الأسر الفرعونية ال30 التي حكمت مصر قديما ولكن الحكمة والعلم وتأويل الأحاديث التي علمه الله إياها جعلته يتعامل مع كل أمور الحكم والملك بحكمة دون التعرض للآلهة المصرية وان كان هذا لا يمنع من احتمالية قيامه بخدمة العاملين بالمعابد المصرية من الكهنة وأسرهم لأن هذه المعابد الفرعونية كانت أوقافاُ تحتاج الى خدمة ورعاية منشأتها ومساعدة كل العاملين بها وأسرهم . 
الوزير رخمي رع : على الرغم من أن لرخمي رع بعضاُ من الألقاب الدينية المرتبطة بالآلهة المصرية مثل كاهن "ماعت" لكن هذا الإله اله رمزي ويرمز للعدالة التي تولاها , والكاهن " سم " في بيت اللهيب , وواضع العمل للكهنة , ومرشد الكهنة المطهرين للقيام بواجباتهم ومدير مائدة القربان , وواضع القوانين لمعابد الوجه القبلي والوجه البحري , غير أن كل هذه الألقاب ربما كانت ألقاباُ شرفية ترتبط بأي وزير مصري دون أن يؤدى واجباتها وربما قبلها رخمي رع في بداية توليه السلطة كأعمال إدارية تنظيمية فقط , أو أنها قد أقحمت عليه شكلاُ ولم يؤدها موضوعاُ , 
ولكن من المؤكد أن الوزير رخمي رع لم يثبت عليه عبادة أي من الآلهة المصرية في أي نقش أو صور له كما أنه لم يتقلد وظيفة الكاهن الأعظم للإله رع أو للإله آمون (أكبر ألهين مصريين) بعكس كل الوزراء المصريين السابقين واللاحقين له،
ودليلنا على ذلك أن " آمون أم آبت" الذي تولى الوزارة بعد الوزير رخمي رع وزيراُ لجنوب مصر كان من أهم وظائفه ومسئولياته أنه كان الكاهن الأكبر للإله "آمون" في "الكرنك"
بل أن والد رخمي رع نفسه وهو الوزير نيفرويبن الذي كان وزيراُ على الوجه البحري كان من أهم وظائفه أنه كان الكاهن المطهر للإله آمون ،
وكذلك الوزير اوسر آمون (عمه) الذي سبقه في وزارة مصر العليا كان الكاهن الأكبر للإله آمون وبمثله كان الوزير امون -مس في عصر الملك امنحتب الثالث وأيضاُ كان الوزير " باسر" وزير جنوب مصر في عصر رمسيس الثاني كان من أهم مسئولياته أنه كان الكاهن الأول للإله آمون وغيرهم من الوزراء المصريين القدامى كثيرين الذين تولوا نفس المناصب مع ملوكه. 
وبالعكس من ذلك نجد الوزير رخمي رع ينصح المصريين فيقول كما ذكر سليم حسن : " اسمعوا أنتم يا من في الوجود إن الله يعلم ما في الأنفس وكل ما فيها من أعضاء منشورة أمامه . تأملوا أنتم أن عيونه تبصر طبائع الناس في أكبادهم . وكل قلب ينضم إليه من تلقاء نفسه" ... 
وهكذا نجده يقدم للمصريين الاعتراف بأن الله بصير بالعباد وليس الآلهة..
- نهاية الوزير رخمي رع هي نهاية النبي يوسف عند المصريين 
هناك غموض شديد لدي علماء المصريات حول نهاية الوزير رخمي رع بعد أن حكم مع الملك تحتمس الثالث 19 سنة ثم مع ابنه امنحتب الثاني 6 سنوات وجميعهم يتساءلون هل مات؟ ام قتل؟ أم اقيل ؟ ام استقال من منصبه بسبب مؤامرة من امنحتب الثاني أو اعوانه ؟
حيث أنه لا يوجد له مومياء في مصر ولا خبر يكشف عن هذا المجهول حول كيفية نهايته ،
وعندما نعرج إلى نهاية قصة النبي يوسف كما جاءت بالكتب المقدسة بعد انتهاء السنوات العجاف وعام الغوث وهي التي عاشها ابوه يعقوب وبنيه معه في مصر ثم مات ابيه يعقوب بعد مجيئه إلى مصر ب17 عام. 
فهذه الفترة التي تستوعب ال6 سنوات الأخيرة من السبع العجاف التي قضاها يعقوب بمصر وعام الغوث و 4 سنوات بقت من حكم وحياة الملك تحتمس الثالث ثم 6 سنوات مع الملك امنحتب الثاني ثم توفى سيدنا يعقوب بعد هذه السنوات ال17 بمصر وترك بني اسرائيل بمفردهم في شمال شرق مصر بأرض جاسان فاستقال النبي يوسف من وزارته بطيبة بجنوب مصر بعد استتباب الأمور بكل الأراضي المصرية وذهب شمالا ليقضي بين بني اسرائيل كنبي لهم ،
وهذا يفسر ما احتار فيه علماء المصريات كثيرا عن علاقة الوزير رخمي رع بمنطقة طريق حور بشمال شرق مصر التي كان يذهب إليها رغم مسئولياته الجسيمة الأخرى بجنوب مصر..
ونحن نفسر ذلك بأنه كان يذهب إلى اهله بني اسرائيل في أرض جاسان بالشرقية (بطريق حور) ليرعي احوالهم ولما مات ابيه يعقوب استقال ليتفرغ لممارسة مهامه كنبي لبنى اسرائيل. 
انتهت نظريات من هو ملك يوسف
مسائل أخرى متعلقة :
↚
مسألة الفرق بين لقب " ملك " ولقب " فرعون " :
 يقول الأثرى الدكتور زاهى حواس عن حياة نبى الله يوسف في مصر، أن الأدلة التاريخية تشير إلى أن لقب " ملك" أو " نيسو " باللغة المصرية القديمة، كان يطلق على الحكام المصريين حتى بداية عصر الدولة الحديثة وتحديدًا أخناتون وهو أول ملك أطلق عليه "فرعون" أو "برعو" أي ساكن القصر العظيم ،وهذا يوافق النص القرآنى الذي ذكر لقب " ملك " ، وليس "فرعون " كما في قصة النبي موسى.
وكلمة فرعون تعني باللغة المصرية القديمة (البيت الكبير)
وقد ذكر هذا الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره حول القرآن الكريم أن الاختلاف في لفظ الملك ولفظ فرعون من اعجاز القرآن العظيم . 
أن لقب " ملك" مخصوص بالحاكم الأجنبي وانه يوافق فترة الهكسوس ، 
وأن لقب " فرعون" خاص بالحاكم من أصل مصري . 
كما تقول الآية "نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" سورة القصص، إلا في سورة يوسف فقد ذكر حاكم مصر باسم "ملك" كما في الآية التي تقول " وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي" سورة يوسف 54، "وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ" سورة يوسف آية 43، وهذا دليل دخول نبي الله يوسف وإخوته مصر في عهد الهكسوس. 
لكن رأيي الشخصي والثاني في بيان هذا الاختلاف أن لقب " ملك " يطلق على الحاكم الأجنبي وأيضا على المصري كما ذكرته التوراة فتارة تذكر حاكم مصر بلقب " ملك " ، وتارة أخرى بلقب " فرعون " كما جاء في سفر الخروج .
أو أن يكون لقب "فرعون " خاص بالملك الذي يزعم انه اله ثم كما جاء في القرآن : 
إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " ،
وقال " وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي" القصص ،
وأن فرعون هذا هو اسم ملك من ملوك مصر القديمة ادعى الالوهية ثم اشتهرت تلك التسمية وأطلق هذا اللقب على الحكام الذين جاءوا من بعده فصار"فرعون" لقبا لكل من حكم مصر . 
كما كان قيصر واسمه "جايوس يوليوس قيصر " ، ثم أطلق "قيصر" على كل امبراطور روماني بل إنه انتشر الى روسيا وألمانيا،
وكذلك لقب كسرى وسبأ ، 
وهذا سر اختلاف الذكر في القرآن لحاكم مصر في عهد يوسف وعهد موسى .
وعن أحد الأقباط يقول: ويؤكد الانجيل ان الملك في عهد يوسف هو مصري وليس من الهكسوس وهذا صحيح 
39: 2 و كان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا و كان في بيت سيده المصري" " 
39: 5" و كان من حين وكله على بيته و على كل ما كان له ان الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف و كانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت و في الحقل " 
وفي سفر التكوين : 
40: 1 "و حدث بعد هذه الامور ان ساقي ملك مصر و الخباز اذنبا الى سيدهما ملك مصر" 
40: 2 "فسخط فرعون على خصييه رئيس السقاة و رئيس الخبازين" 
اذن فإن فرعون كان يلقب بملك مصر وهو مصري وليس هكسوسي. 
ويكمل عن فرعون : 
41: 1 " "و حدث من بعد سنتين من الزمان ان فرعون راى حلما و اذا هو واقف عند النهر 
41: 14 فارسل فرعون و دعا يوسف فاسرعوا به من السجن فحلق و ابدل ثيابه و دخل على فرعون " "
أسباب عدم تسجيل الآثار الفرعونية قصص الأنبياء يوسف وموسى ؟
 لا نقول ان التاريخ المصري القديم والمكتشف خالي تماما من أي أثر لقصة بني اسرائيل في مصر ، وانما نقصد التأريخ على نحو مفصل وواضح ليس فيه غموض أو لبس ، وإلا فقد اكتشف بعض الشواهد والقرائن على تلك الفترة . 
ذكر زاهي حواس الأثري المصري: أن فترة الدولة المصرية القديمة قد ضربها عدد من المجاعات التي وصلت إلى فلسطين والشام في آسيا،
و أن جدران المعابد سجلت السبع بقرات، في رمزية إلى تأويل سيدنا يوسف لحلم عزيز مصر،
وأن الأدلة الأثرية أشارت إلى أكثر من مجاعة وقعت في مصر في عصورها القديمة والوسطى، وكذلك بلاد الشام وفلسطين، 
وأن بدو هذه المناطق كانوا يأتون إلى مصر ليأخذوا من الحبوب التي اختزنها يوسف لفترة الجفاف .
1- أن يوسف عاش في عهد ملوك الهكسوس
و الذي كان يمتاز بالغموض، بسبب أن المصريين أمتنعوا عن تسجيل أي ذكرى لهذه العصور باعتبار الهكسوس غزاة ومحتلين للأراضى المصرية وأنهم لا يعبدون آلهتهم وانهم استوطنوا الجزء الشمالى،بعد أن أخرجهم أحمس الأول من مصر ليقوم بتأسيس الدولة الحديثة والأسرة الثامنة عشرة إلى الأسرة العشرين
2-والسبب الثاني أن الآثار الفرعونية ما هي الا طقوس دينية وثنية سجلت على المعابد ، وبعض الأعمال الحربية للفراعين .ولم تسجل كل تاريخ مصر .
3-والسبب الثالث أن ما اكتشف من الآثار المصرية القديمة هو 30 % فقط منها 
 4- السبب الرابع : قضى المصريون القدماء معظم عصورهم وأغلبهم بعبادة الأوثان والنجوم والفراعين ، واما ديانة التوحيد فلم تعش الا قليلا ،
و هذا حسب ما ذكره الأثري زاهي حواس ، وانه وارد أن يعرف قصص الأنبياء من خلال نسبة ال70 % التي لم تكتشف .
 لذلك كان الحكام والكهان وطبقة النبلاء على الديانة الوثنية فما كانوا ليسجلوا فترات التوحيد ولا الملوك الذين كانوا موحدين ، واما ديانة اخناتون في التوحيد فيبدو أنها لم تكن سماوية وليست من خلال نبي من الله .
ولنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الدليل ، فلولا فضل الله وقضاؤه ان يبقى للاسلام ودين التوحيد في الأرض ليوم الساعة ، لانهزم المسلمون في بدر ،
أو قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في موقعة أحد ، أو تنتصر القبائل العربية المرتدة في عهد أبي بكر بعد موت النبي ،
وساعتها لن يبقى لذكر أو أثر لهذا الدين أو لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فما بالك بأنبياء مثل يوسف وموسى من قوم غير قوم الأرض الذي نبئوا فيها بل أنهم هؤلاء أصحاب الدين الجديد قد خرجوا من الأرض من مصر ؟
...






Kommentare: (0) إضافة تعليق