![]()  | 
| قول الصابرين | 
حكمة القول : إنا لله وإنا إليه راجعون
اعلم أولا ان هذا القول هو قول الصابرين عند وقوع المصيبة .
ثم قال العلماء : هو كلمة اعتراف بالمُلْك لمستحقّه ، وتسليمٌ له فيما
يُجريه في ملكه ،
وتهوينٌ للمصيبات بتوقع ما هو أعظم منها ،
وبالثواب المرتّب عليها ،
وتذكير المرجع والمآل الذي حَكَم به ذو العزّة والجلال .
..
وقالوا : قوله: " إنا لله "، لأن في إقرارهم بالعبودية تفويض
الأمور إليه والرضا بقضائه فيما يبتليهم به، لأنه لا يقضي إلا بالحق كما قال
تعالى: "والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء"  [غافر: 20]،
 أما إذا نزلت به المصيبة من غيره فتكليفه
أن يرجع إلى الله تعالى في الانتصاف منه وأن يكظم غيظه وغضبه فلا يتعدى إلى ما لا
يحل له من شفعاء غيظه، ويدخل أيضا تحت قوله: إنا لله لأنه الذي ألزمه سلوك هذه
الطريقة حتى لا يجاوز أمره كأنه يقول في الأول، إنا لله يدبر فينا كيف يشاء، وفي
الثاني يقول: إنا لله ينتصف لنا كيف يشاء.
..
وقالوا : وبشّر، يا محمد، الصابرين الذين يعلمون أن جميع ما بهم من نعمة فمنّي،
فيُقرون بعبوديتي، ويوحِّدونني بالربوبية ويصدقون بالمعاد والرجوع إليّ فيستسلمون
لقضائي، ويرجون ثَوابي، ويخافون عقابي،
 ويقولون -عند امتحاني إياهم ببعض مِحَني،
وابتلائي إياهم بما وعدتهم أنْ أبتليهم به من الخوف والجوع ونَقص الأموال والأنفس
والثمرات وغير ذلك من المصائب التي أنا مُمتحنهم بها- :
 إنا مماليك ربنا ومعبودنا أحياءً، ونحن
عبيده وإنا إليه بعد مَماتنا صائرون = تسليمًا لقضائي ورضًا بأحكامي.
ثم زادنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قولنا انا لله وانا اليه
راجعون، فنقول : اللهُمَّ أجُرنِي فِي مُصِيبَتِي ، وَأَخلِف لِي خَيرًا مِنهَا.

تعليقات: (0) إضافة تعليق