القائمة الرئيسية

الصفحات

التعليم في مصر والدروس الخصوصية

+حجم الخط-

 

 

زحمة فصول المدرسة 

الصراع بين المدارس الحكومية ومراكز الدروس الخصوصية :

لما زادت كثافة الفصل في المدارس الحكومية المصرية ، حتى وصلت الى 70 طالبا في الفصل الواحد ، وذلك بسبب الزيادة السكانية ، وتقصير الحكومات المتعاقبة في بناء مدارس تستوعب تلك الزيادة ،
مع انهيار وضعف العملية التعلمية ، وسوء أحوال المدرسين الاقتصادية ،
مع اعتماد التعليم في المنطقة العربية خاصة مصر على التلقين والحفظ ،
والسباق على الالتحاق بالكليات القمة كالطب وغيرها ،
انتشرت مراكز الدروس الخصوصية وبدء الصراع بينها وبين وزارة التعليم والمحافظين ،
ولم يخمد هذا الصراع حتى وقت كتابة هذا المقال .

الدروس الخصوصة والكتاتيب قديما :

الكتاتيب زمان 

(الكُتَّاب ) بضم الكاف وتشديد التاء، والجمع الكتاتيب : هو مقرآة قديمة لتعليم الأطفال والصبية القرآن وحفظه ومبادئ القراءة والكتابة والحساب .
يقال أن بدء ظهور الكتاتيب كان في العصر الأموي .
لكن يقابلها في مصر الفرعونية " مدرسة المعبد" لتعليم العبادة الفرعونية الوثنية ، واستمرت حتى دخول المسيحية فكانت تستخدم لتعليم الكتاب المقدس .
وقد سجل الأديب طه حسين في رواية " الأيام " صورة الكتّاب المصري وما يدور فيه من أحداث بين الشيخ والعريف والتلاميذ .
وكان يوازي تلك الكتاتيب مدارس تعليم المذاهب الفقهية ومدارس المساجد وجامع الأزهر الذي بناه الفاطميون وهو أقدم جامعة ومدرسة ( عام 361 هــ) .
ثم كان في عصر "محمد علي" نهضة التعليم وبناء المدارس بكافة انواعها ،
ثم انتشار بناء المدارس والتعليم المجاني مع ثورة الجيش عام 1952 م .
فهل الدروس الخصوصية في السنترات في الوقت الحاضر امتداد وتطور التعليم أم  هو ارتداد عن تطور العملية التعليمية في هيئة وشكل المدارس ؟ ! .

ايجابية الدروس الخصوصية للأطفال في المنزل :

يذكر التاريخ الاسلامي قصص معلمي أبناء السلطان والخليفة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر : أبو زكريا الفرّاء الذي كان يعلم أبناء الخليفة المأمون العباسي علم النحو ( ت : 218 هـ) .
وفي الوقت الحاضرأصبحت الدروس الخصوصية في المنازل عملية حيوية مفيدة للأطفال والنشئ ،

فهي توفر المرونة والراحة للمتعلمين وأولياء أمورهم.

وفيها يحصل الأطفال على برنامج فردي مخصوص لاحتياجات الطفل الخاصة .

وفيها يمكن للمدرس معالجة أي احتياجات خاصة والعمل على ضمان حصول التلميذ على المساعدة في المجالات التي تحتاج إلى أكبر قدر من الاهتمام.
وهي مفيدة جدا لبناء علاقة حسنة بين المعلم والتلميذ ، وتحسين سلوك الطفل تجاه المدرس خصوصا والكبار عموما بما فيهم الآباء والأقارب . وهي تربوية بامتياز .
وفيها يتخلص التلميذ الخجول أو ذو القدرات المنخفضة من تعرضه لأي إحراج أمام زملائه في الفصل.
وهي فرصة ممتازة للآباء لتتبع أداء طفلهم ومناقشة تقدم طفلهم مع المعلم.

كما يمكن للمدرس توجيه الوالدين فيما يتعلق بكل ما يمكن القيام به لتحسين أداء أطفالهم.

و يعد التدريس المنزلي مثاليًا لمساعدة الطلاب علميا .

ايجابيات وسلبيات الدروس الخصوصة عند الباحثين : 

وفي مقال د مجمود سلامة كتب قائلا : " وللدروس الخصوصية أو التعليم التكميلي تأثير كبير في تحسين كفاءة الطلاب الأكاديمية، حيث يُعتقد أنها تستجيب لاحتياجات الطلاب بشكل أكثر مرونة وأسرع مقارنة بنظام التعليم التقليدي داخل المدارس، وتأتي الفاعلية التي تتمتع بها الدروس الخصوصية من ظروف التعلم الإيجابية والدافعية التي تحققها الدراسة بشكل منفرد أو في مجموعات صغيرة أو في مجموعات متجانسة.

فائدةٌ أخرى تحققها الدروس الخصوصية، ولكن هذه المرة للمعلمين، حيث تخلق أولًا فرص عمل لخريجي كليات التربية أو غيرها من الراغبين في العمل بمهنة التدريس في ظل ضعف قدرة الحكومات على تعيين جميع الخريجين في المدارس الحكومية، وتحقق عوائد مادية مرتفعة مقارنةً برواتب المعلمين سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة لكل من يمتهنها ثانيًا.

أما الفائدة الثالثة التي تحققها الدروس الخصوصية فهي متعلقة بأولياء الأمور الراغبين في تحسين مستوى أبنائهم الدراسي ولا يمتلكون الوقت الكافي أو القدرات والمهارات المطلوبة لتحقيق ذلك الهدف فيلجئون للدروس الخصوصية الفردية في منازلهم أو يرسلون أبناءهم للمراكز الخاصة.

على الجانب الآخر، يُعتقد أن للدروس الخصوصية آثارًا عكسية على رغبة الطلاب في الذهاب إلى مدارسهم أو دافعيتهم للمشاركة داخل الفصل وإنجاز الواجبات المنزلية، حيث يتسرب للطلاب شعور أنه “إذا كان بإمكان المعلم الخاص أن يقدم لهم الإعداد الكافي لدخول واجتياز الامتحانات، فليس هناك حاجة للذهاب إلى المدرسة إذن؛ وإذا ذهبوا إلى المدرسة فإن ذلك يرجع إلى إلزامية الحضور وليس بنيّة التعلم. ولأن الدروس الخصوصية تتطلب وقتًا وجهدًا إضافيًا من الطلاب، فإنهم يذهبون إلى المدارس غير جاهزين وغير مستعدين لمنح الواجبات المدرسية وقتًا إضافيًا بعد المدرسة. علاوةً على ذلك النمط السلبي، فإن الطلاب الذين يتلقون دروسًا خصوصية يمكن أن يفسدوا بيئة التعلم داخل الفصل المدرسي بما يعيق الطلاب الآخرين عن التعلم، كما يتسببون في ضعف دافعية المعلمين للتدريس وشعورهم بالإحباط بسبب قلة مشاركة الطلاب داخل الفصل؛ أما التأثير السلبي الثالث فيتمثل في الضغط المادي على الأسر من ذوي الدخل المنخفض حيث يضطرون لاقتطاع جزء معتبر من دخلهم وتخصيصه للدروس الخصوصية، بالتالي فالدروس الخصوصية هي أداة لعدم المساواة في التعليم وتوسيع الفجوة بين الطبقات الاجتماعية" .

الدروس الخصوصية في نظر الفقهاء :

وفي سؤال للشيخ عطية صقر رحمه الله : ما حكم الدين فى الدروس الخصوصية إذا كانت بناء على رغبة أولياء الأمور ؟

قال الشيخ : الدروس الخصوصية تعليم لا مانع من أخذ الأجرة عليه ما دام غير متعين على المعلم ، وما دامت هناك رغبة فيه من أولياء أمور الطلاب .

والمحظور هو تقصير المدرس فى أداء واجبه الأصلى فى المدرسة وحمله الطلاب على أخذ دروس خصوصية ، وتكون الدروس عنده بالذات ،
كما أن استغلاله لإعطاء الدرس الخصوصى وربط نجاح الطالب به حتى لو لم يكن أهلا للنجاح -وذلك بوسائل معروفة - حرام ، وأيضا التغالى فى تقدير الأجور، وبخاصة على من يعلم رقة حالتهم المادية لا يرضاه الدين .

وذلك إلى جانب المحاذير الأخرى فى الدروس الخصوصية مع اختلاف الجنس وفى ظروف يخشى منها الفساد.


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ابو تامر

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي